" إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
أيها المؤمنون، يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، والتدبر أيها الأحبة ليس كالتفسير؛ فالتفسير هو أن تعرف المعنى فحسب، ولكن التدبر هو أن تعرف المعنى وتطبق ذلك المعنى، وتتمثل تلك المعاني في حياتك، فيكون لها الأثر على قلبك وأفعالك وسلوكك، والتدبر هو النظر في عواقب الأمور، والتفكر في أدبارها؛ يُقال: "تدبرتُ الشيء"؛ أي: نظرتُ في عاقبته، ومعنى تدبر القرآن: تأمُّل معانيه، والتفكر في حِكَمِهِ، وتبصُّر ما فيه من الآيات.
فتعالَوا أيها الأحبة الكرام في هذه الخطبة نتدبر ونتأمل أمرًا ومعنًى عظيمًا، ومطلبًا يسعى له كل مخلوق، وقد ورد ذكره في كتاب الله عز وجل، وليس هناك مخلوق حيٌّ إلا ناله نصيب منه؛ ألا وهو: الرزق، فالرزق ورد في آيات عديدة في كتاب الله؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، فهذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى؛ فإن تمام العبادة متوقفٌ على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلَّفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم، فما يريد منهم من رزق وما يريد أن يطمعوه، تعالى الله الغني المغني عن الحاجة إلى أحد بوجه من الوجوه، وإنما جميع الخلق فقراء إليه في جميع حوائجهم ومطالبهم الضرورية وغيرها؛ فهو الرزاق المتكفل بأرزاق العباد والخلق كلهم مفتقرون إليه؛ وقال جل وعلا: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ﴾ [الذاريات: 22، 23]، وقال جل وعلا: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]؛ أي: جميع ما دبَّ على وجه الأرض؛ من آدمي، أو حيوان بري أو بحري - فالله تعالى قد تكفل بأرزاقهم وأقواتهم، فرزقها على الله، ﴿ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾؛ أي: يعلم مستقرَّ هذه الدواب، وهو: المكان الذي تقيم فيه وتستقر فيه، وتأوي إليه، ومستودعها: المكان الذي تنتقل إليه في ذهابها ومجيئها، وعوارض أحوالها.
﴿ كُلٌّ ﴾: من تفاصيل أحوالها، ﴿ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾؛ أي: في اللوح المحفوظ المحتوي على جميع الحوادث الواقعة، التي تقع في السماوات والأرض، قد أحاط بها علم الله، وجرى بها قلمه، ونفذت فيها مشيئته، ووسعها رزقه، فلتطمئن القلوب إلى كفاية من تكفل بأرزاقها، وأحاط علمًا بذواتها وصفاتها؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [النحل: 72]، وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [غافر: 64]، ولكن كلمة الرزق حينما تطرق الآذان، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن وينصرف إليه الأرزاقُ المادية من المآكل والمشارب والبيوت والأولاد، ولكن الرزق لا يقتصر على معنًى واحد، بل هو أوسع من ذلك، والرزق أنواع ولنيله أسباب متعددة، والإنسان مأمور بأن يسعى لطلب الأرزاق المادية والمعنوية؛ فقال جل وعلا: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، فقدَّم المشيَ في مناكب الأرض - أي: طرقها وفِجاجها - لطلب الرزق الحلال الطيب قبل الأكل من رزقه؛ إشارة إلى أن الإنسان مأمورٌ بأن يسعى في الأرض ويبذل الجهد لنيل الرزق والكسب الطيب، ويشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تُحصى؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]، ومما جاء في السنة المطهرة: ((لأن يأخذ أحدكم حبلَهُ، فيأتي بحُزمةِ حطبٍ على ظهره، فيبيعها، فيكف بها وجهه - خيرٌ له من أن يسأل الناس؛ أعطَوه أو منعوه))؛ [أخرجه البخاري في الصحيح عن الزبير بن العوام]، وصحَّ من حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن روح القدس نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكملَ أجلَها وتستوعب رزقها؛ فاتقوا الله وأجمِلُوا في الطلب، ولا يحملنَّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته))؛ [صححه الألباني]، وقيل: "كما أن الله يرزق الأبدان بالأقوات، فهو يرزق القلوب بالإيمان، والعقول بالمعرفة".
فمن معاني الرزق:
الدين والعقيدة الصحيحة:
والرزق في اللغة هو: ما يُنتفَعُ به، وأعظم ما ينتفع به هو الدين القويم والعقيدة الصحيحة السليمة، فالدين هو أعظم رزق من الله، بل هو سبب تحصيل الرزق الدائم والنعيم الأبدي، فكم من إنسان يعبد حجرًا ويعبد نارًا ويعبد حيوانًا! ونحن كرَّمنا الله بالإسلام، ومنَّ علينا بعبادته، وبنعمة الهداية إليه.
النبي صلى الله عليه وسلم:
والنبي صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة، نوَّرنا الله به من الضلالة، وبصَّرنا به من العمى، وكثَّرنا به من بعد القلة، وجمعنا به من بعد الفرقة، فصلاة ربي وسلامه عليه.
وفهم القرآن والسنة رزق، فإن رزقك الله تلاوة آياته وحفظها وتدبر وفَهم معاني القرآن وسنة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم - فهذا رزقٌ من الله لا يعدله شيء بعد نعمة الهداية.
والأخلاق الحسنة رزقٌ من الله وسبب في دخول الجنة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: ((سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يُدخِلُ الناس الجنة، فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسُئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفَرْجُ))، وإذا أردتَ معرفة حقيقة أخلاقك، فراقب نفسك في بيتك؛ كيف أنت مع أهلك وزوجتك وأبنائك؛ ففي البيت تظهر حقيقة الأخلاق لا عند الناس؛ فالتعامل مع الناس يقتضي أن يكون الإنسان دَمِثًا لطيفًا حسنَ الخلق لمكانته أو مكانة من يتعامل معهم، وظهوره بالصورة الطيبة أمام الناس أو لمصالح متبادلة، فاجعل أطيبَ أخلاقك لأهلك كما كان عليه الصلاة والسلام؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله)).
والسمعة الطيبة رزق من الله، فكونك تحمل سيرة طيبة وصيتًا حسنًا عند الناس، وإذا ذُكر اسمك، ذُكرتَ بكل خير - فهذا رزق ونعمة ينبغي شكرها، فكم من إنسان حُرم منها!
والزوجة الصالحة الزوجة المؤمنة المحبة الوفية التي إن نظرتَ إليها سرَّتك، وإن أمرتها أطاعتك، وإن غبتَ عنها حفظتك - هي رزقٌ من الله.
والولد الصالح الذي يبرُّك في حياتك، وبعد مماتك ويدعو لك - فهو خيرُ كسبٍ؛ كما جاء في الحديث: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم يُنتفع به))، فهذه الثلاث هي في الحقيقة من سعيه وكَدِّه وعمله؛ كما جاء في الحديث: ((إن أطيب ما أكل الرجلُ من كسبه، وإن ولده من كسبه)).
والتوفيق والهداية رزق من الله، فكم ممن ضلَّ السبيل! فأنت هُديتَ ووُفِّقتَ إلى المساجد، وحلق الذكر، وأعمال البر والإحسان والصدقة، وغيرك ضل سواء السبيل، وغرق في وحول الغفلة.
ومحبة الناس رزق من الله وأصلها محبة الله لك، ولكن إن كانت محبة أهل الخير لك فهي بإذن الله من محبة الله، أما إن كانت محبة أهل الغفلة فغالبًا هم لا يحبون إلا من وافق غفلتهم وهواهم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96]، رزقنا الله وإياكم محبته.
......
وكما أن هناك معانيَ متعددةً لمفهوم الرزق، فهناك أسباب لنَيْلِهِ وتحصيله وبركته؛ من أهمها:
تقوى الله: فالتقوى أمرها عظيم، وهي عامةٌ في كل شيء، فعلى العبد أن يتقيَ الله في عبادته لله، وفي والديه، وزوجته وتربية أبنائه، وكسب رزقه، ووعد الله جل وعلا من يتقيه بالرزق والتيسير في الدارين؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4].
صلة الأرحام: وصِلَةُ الأرحام من الأسباب العظيمة في زيادة الرزق؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من سرَّه أن يُبسَطَ له في رزقه، أو يُنسأ له في أثره، فليصِلْ رحِمَهُ))؛ [رواه البخاري (2067)]، والبسط في الرزق: كثرته ونماؤه، وسَعَتُه وبركته، وزيادته زيادة حقيقية.
الاستغفار: إن كثرة الاستغفار من أسباب الرزق؛ قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 10 - 13].
الصدقة: من الأسباب العظيمة لنيل الرزق وزيادته؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، والله وعد بالإخلاف، ولم يقيده بل أطلقه جل وعلا؛ أي: يخلفه في ميزان حسناتك، ويخلفه بركة في مالك وولدك، وحفظًا لك من كل مكروه، فبكِّروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها؛ وجاء في الحديث الصحيح: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا))؛ [متفق عليه].
التوكل: فالتوكل الحق من أسباب نيل الرزق؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خِماصًا وتروح بِطانًا))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن].
الصلاة: والصلاة من أسباب نيل الرزق وكثرته؛ قال جل وعلا: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، وهذا أمر من الله للنبي صلى الله عليه وسلم في المقام الأول، ولكل مؤمن بالتبعية، بألَّا يجعل العبد همَّه الأكبرَ رزقَ الأولاد، ويهمل تذكيرهم وأمرهم بالصلاة؛ فالله المتكفل بالأرزاق، بل كلما أعطى الإنسان من وقته لتعليم أبنائه الخير وتقوية صلتهم بالله، ساقَ الله له ولأهله الأرزاق؛ فالبيت الذي يُتلى فيه القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام بيتٌ مرزوقٌ، بيت تحل فيه البركة، وتقل فيه المشكلات والخصومات.
اللهم ارزقنا من خير الدنيا والآخرة، عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم انصر المستضعفين في كل مكان، فوق كل أرض وتحت كل سماء.
عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ".
« الشيخ إبراهيم جاسم »