المصحف المرتل

سلسلة المناهي الشرعية في السنة النبوية - الحديث الأول


" الحديث الأول "

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ " قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: " الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ ".
« رواه البخاري ومسلم »

.......

« شرح الحديث »

" السَّبْعَ الموبقاتُ هي : [ المهلِكاتُ؛ لأنَّها تُهلِكُ صاحبَها بِدُخولِه النَّارَ وعذابِه ]

وفي هذا الحَديثِ يُحذِّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّتَه مِنَ الموبقاتِ السَّبعِ، ويَأمُرهم باجتِنابها، فلمَّا سُئِلَ عنها، قال :

( الشِّركُ باللهِ ) وهو نوعانِ؛ أحدُهما: أن يجعَلَ للهِ نِدًّا ويعبُدَ غيرَه مِن حَجرٍ أو شجَرٍ أو غيرِ ذلك، والثَّاني: وهو الشِّركُ الخَفِيُّ؛ الرِّياءُ، وهو: ما يتسرَّبُ إلى أعمالِ القُلوبِ وخفايا النُّفوسِ؛ وهذا لا يَطَّلِعُ عليه إلَّا علَّامُ الغُيوبِ.

ثم قال: ( والسِّحرُ ) وهو قِسمانِ؛ الأوَّلُ: عَقْدٌ وَرَقيٌّ، أي: قِراءاتٌ وطلاسِمُ يتوصَّلُ بها السَّاحرُ إلى اسْتِخدامِ الشَّياطين فيما يُريدُ به ضَرَرَ المَسحورِ، لكنْ قَدْ قال اللهُ تعالى: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ} [البقرة: 102].
والثَّاني: أَدوِيةٌ وعَقاقيرُ تُؤثِّرُ على بَدَنِ المَسحورِ وعَقْلِه وإرادتِه ومَيْلِه، فتَجِده يَنصرِفُ ويَميلُ، وهو ما يُسمَّى بالصَّرْفِ والعَطْفِ.

( وقتْلُ النَّفسِ الَّتي حرَّمَ اللهُ ) وهي النفَّسُ المعصومةُ بإسلامٍ أو ذمَّةٍ أو عهدٍ أو أمانٍ إلَّا بِالحقِّ، كالقَتلِ قِصاصًا أو حَدًّا أو رِدَّةً.

( وأكْلُ الرِّبا ) والرِّبا زيادةُ أحدِ البَدلين المتجانسَينِ مِن غيرِ أن يُقابِل هذه الزيادةَ عِوضٌ، أو كلُّ زيادةٍ لم يُقابِلها عوضٌ، وهو ظُلمٌ للإنسانِ، وأكلٌ لِمالِه بالباطِلِ، ومُحاربةٌ لله ورسولِه، كما حَكى القرآنُ.

( وأكْلُ مالِ اليتيمِ ) أي: إتلافُ مالِه، وخَصَّ الأكْلَ بالذِّكرِ؛ لأنَّه المقصودُ الغالِبُ مِنَ المالِ.

والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، أي: الفِرارُ مِنَ القِتالِ يومَ مُلاقاةِ الكفَّارِ وأعداءِ اللهِ.

( وقذْفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ ) والقذْفُ هو الاتِّهامُ بِالزِّنا، والمحصَناتُ هنَّ العفيفاتُ، والغافلاتُ البريئاتُ اللَّواتي لا يَفطِنَّ إلى ما رُمِينَ به مِنَ الفجورِ ".

يتبع...

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Por favor, não spam aqui. Todos os comentários são revisados ​​pelo administrador.