المصحف المرتل

( المرأة والسفور )

حجابك نجاة

 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله إلى يوم الدين.


أما بعد:


أيها الإخوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [الأحزاب:33] يأمر الله عز وجل إماء المسلمين ( أي النساء ) أن يلزمن بيوتهن، والقرار في البيت معناه: لزوم البيت والمكث في البيت لأن المرأة عورة، وخروجها يعرضها للفتن، فالسنة لها لزوم البيت والإقامة في البيت إلا إذا دعت المصلحة أو الحاجة إلى خروجها لبعض مصالحها، وإلا فالسنة أن تلزم البيت وأن تقيم فيه لأن ذلك أبعد لها من الفتن وأسلم لغيرها من الرجال.


ثم قال عز وجل: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب:33] كان نساء الجاهلية يتبرجن بإظهار المحاسن والمفاتن من الوجوه والصدور والنحور والشعور وأشباه ذلك، فالله تعالى حذر نساء المؤمنين من مشابهة أعداء الله من نساء الكفار، فقال تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب:33] المعنى لا تشابهن نساء الكفار في تبرجهن بإظهار المحاسن والمفاتن بين الرجال الأجانب، فإن المرأة عورة فليس لها أن تبرز محاسنها عند الرجال، ولا يجوز لها بوجه من الوجوه أن تظهر ما يفتن غيرها من الرجال، ومن ذلك إبراز الشعر والوجه والنحر والصدر والساق فإنها فتنة، وهذه من مفاتنها، والوجه هو أبرز زينتها وأظهر زينتها. 


فالواجب على المرأة التحجب عن الرجال والبعد عن أسباب الفتنة طاعة لله ولرسوله، وحذرا مما نهى الله عنه ورسوله، وحرصا على سلامة دينها، وأداء لما أوجب الله عليها من أمانة الحجاب، وحذرا من افتتان غيرها بها.


ولا ينبغي لامرأة أن تقول أنا غير جميلة أو أنا لست من أهل الفتنة، فإن المرأة عورة مطلقا، وكل ساقطة لها لاقطة، ولا ينبغي للمؤمنة أن تساهل في هذا الأمر، فإن أمر الحجاب والسفور أمر عظيم ولاسيما في هذا العصر الذي ضعف فيه الدين وقل فيه الإيمان وكثرت فيه أسباب الفتن، وقد حذر الله نساء المؤمنين في آيات كثيرات من إبداء الزينة ومن إظهار المحاسن، وحرضهن سبحانه على التحجب وعدم إبداء الزينة، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب:59]. 


والجلابيب هي الملاحف التي تلقيها المرأة على رأسها وعلى بدنها حتى تستر شعرها ووجهها ونحرها وصدرها وسائر بدنها حتى لا يظهر منها شيء لغير محرمها، ولا بأس أن تبدي عينها أو شيئا من عينيها حتى تهتدي إلى الطريق وحتى ترى ما أمامها، هذا لا بأس به إظهارها ما تستطيع به السير في الطرق من العين أو العينين فهذا لا بأس به كما قال ابن عباس وغيره.


وقال الله تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:60] يبين سبحانه وتعالى أن القواعد من النساء، وهن العجائز اللاتي لا يرجون نكاحا، يعني قد كبر سنهن ولم تبق لهن حاجة في الرجال، فهؤلاء النسوة لا جناح عليهن أن يضعن ثيابهن عن وجوههن لأنهن لا يفتن في هذه الحالة لكبر سنهن ولعدم تبرجهن، فإذا كانت امرأة كبيرة غير متزينة فإنه لا بأس عليها أن تضع الحجاب لأنها لا تفتن حينئذ، ولهذا قال تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ﴾ [النور:60] فشرط سبحانه ألا تكون العجوز متبرجة بالزينة، فإن كانت متبرجة بالزينة فإن عليها أن تستر وجهها، وأن تحتجب عن الرجال كالشابة، لأنها مع الزينة قد يفتتن بها وقد يمال إليها، فإذا كانت المرأة العجوز مع الزينة تؤمر بالحجاب فكيف حال الشابة الفاتنة للرجال، فهي أولى وأولى أن تؤمر بالحجاب.


ثم قال تعالى: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:60] يأمر تعالى القواعد بالاستعفاف، فإن قوله: ﴿وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ﴾ [النور:60] معنى ذلك الدعوة لهن إلى التحجب وحثهن عليه وأنه خير لهن وأسلم، فإذا كانت العجوز الكبيرة التي لا تبرج بالزينة ولا ترجو النكاح التحجب خير لها وأولى بها، فكيف حال الشابة فهي أولى وأولى وأولى بأن تتحجب وتبتعد عن أسباب الفتن، وقال عز وجل في أمهات المؤمنين: ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ [الأحزاب:53]. 


أمر تعالى المؤمنين إذا سألوا نساء النبي صلى الله عليه وسلم حاجة أن يسألوهن من وراء حجاب كالجدار والغطاء الذي يمنع من رؤية ما وراءه وما أشبه ذلك مما يحجب المرأة عن الرجل لأن رؤيته لها فتنة، فلذلك أمر الله عز وجل الرجال أن يسألوا النساء من وراء حجاب، أن يكن متحجبات بالحائط أو من وراء الباب أو من وراء الستر أو لحاف عليها أو عباءة أو ما أشبه ذلك مما يحجبها عن رؤية الرجل، ثم قال سبحانه: ﴿ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ﴾ [الأحزاب:53] يبين سبحانه أن التحجب فيه طهارة الجميع، طهارة قلوب النساء وقلوب الرجال، والمؤمن ينبغي له أن يسعى دائما إلى طهارة قلبه، وهكذا المؤمنة تسعى دائما إلى طهارة قلبها، فالتحجب فيه طهارة الجميع، وزكاة الجميع، وسلامة قلوب الجميع.


أما ضد ذلك وهو السفور وإبراز المحاسن كما يفعل بعض النساء اليوم من إبراز وجوههن أو سوقهن أو شعورهن أو جميع ذلك فهذا هو البلاء العظيم والمنكر الفاضع، هذا هو البلاء العظيم والمنكر الفاحش الفظيع، فالواجب الحذر من ذلك والتباعد عن ذلك، والواجب على ولاة الأمور منع ذلك والقضاء عليه، ثم قال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور:31].


فعلى المرأة أيضًا أن تغض من بصرها وأن تحفظ فرجها إلا عن زوجها أو سيدها الشرعي، كما على الرجل أن يصون فرجه وأن يغض بصره إلا من زوجته أو ما ملكت يمينه بالملك الشرعي، ولا بأس بنظره إلى محارمه من غير شهوة، بل نظرا عاديا كأمه وأخته وعمته وخالته وبنته وبنت بنته ونحو ذلك، أما نظر الشهوة والتلذذ فلا يجوز إلا لزوجته أو ما ملكت يمينه وهي سريته الشرعية، وهكذا المرأة ليس لها أن تنظر نظر الشهوة والتلذذ إلا إلى زوجها أو سيدها الشرعي، أما إلى الأجانب فلا، وهكذا إلى المحارم ليس لها ذلك، ليس لها أن تنظر إلى المحارم نظر الشهوة والتلذذ، وهكذا لغير المحارم من باب أولى.


ثم قال عز وجل: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور:31]، قوله جل وعلا: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾ [النور:31] يعني محاسنهن ومفاتنهن كالوجه والشعر والنحر والصدر والقدم والساق ونحو ذلك، فعلى المرأة أن تستر نفسها، وأن تحتجب عن غير محارمها طاعة لله ولرسوله، وحذرا مما نهى الله عنه ورسوله. 


وقوله سبحانه: ﴿إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور:31] اختلف أهل العلم في تفسير ذلك فقال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وأرضاه: إن المراد بذلك الملابس الظاهرة، فإن هذا لا حرج عليها فيه، لأنه من الضروري أن يكون لها ملابس ظاهرة وليس بإمكانها سترها، ولا تكلف بأن تلبس الملابس الزرية التي لا ينبغي لبسها كالخرقان والمرقعات وأشباه ذلك، ولا بأس أن تلبس أوساط الثياب ولا حرج عليها في رؤية ذلك لأن هذا من الأمور الضرورية التي لا تمكن السلامة من رؤيتها.


وقد أوضح الله سبحانه في كتابه الكريم أن التحجب طريق لطهارة القلوب من الرجال والنساء، فالتحجب أيها الإخوة طهارة لقلوب الرجال وقلوب النساء من أسباب الفاحشة ونجاستها، وضد ذلك هو السفور وإظهار المحاسن وإبداء الزينة، هذا طريق للنجاسة والخباثة، بل هو مفتاح الفواحش والزنا والفساد في المجتمع، ولا ينبغي لامرأة مؤمنة بالله واليوم الآخر أن تغتر بهؤلاء النسوة الفاتنات المفتونات المائلات المميلات اللاتي يبرزن في الشوارع كاشفات عن سوقهن وعن وجوههن وعن أذرعهن لا يستحين ولا يراقبن الله عز وجل، ولا يخشين عار الدنيا ولا عذاب الآخرة، فإن هؤلاء النسوة قد تجردن من الحياء، وبعدن عن الحياء وشابهن نساء الكفرة وتعرضن لغضب الله وعقابه.


فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، وألا يغتر بهؤلاء النسوة اللاتي أظهرن محاسنهن ومفاتنهن وتعرضن للفاحشة والفساد وإلى غضب الرب عز وجل والعاقبة الوخيمة، وقد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: "صفنان من أهل النار لم أرهما بعد" ثم ذكر أحدهما فقال: "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها". (رواه مسلم) فهذا وعيد عظيم وتحذير شديد من تعري النساء وتساهلهن بالتحجب وعدم عنايتهن بالتستر، يقول عليه الصلاة والسلام: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد": أحدهما: "نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها". هذا وعيد عظيم، فقوله: "نساء كاسيات عاريات" قيل: معناه أنهن كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها بسبب إظهارهن محاسنهن وعدم تحجبهن. 


وقيل: معناه إنهن كاسيات بالثياب الرقيقة والقصيرة عاريات لأن الملابس التي عليهن لا تسترهن ولا تحجبهن عن العيون، فهن كاسيات اسما لا حقيقة، وهذا هو الواقع من كثير من النساء اليوم تضع عليها كسوة لا تسترها بل هي شبه العارية، فالرأس بادي، والوجه بادي، والنحر بادي، والصدر بادي، والساق بادية، والقدم بادية، فأين اللباس الساتر وأين التحجب؟ هذه هي الفتنة، وهذا هو الفساد للمجتمع، وهذا هو طريق الفاحشة وظهورها بين النساء، نعوذ بالله من ذلك.


وقوله: "مائلات مميلات" المعنى مائلات إلى الفساد والفاحشة، مميلات لغيرهن إلى ذلك بأفعالهن القبيحة.


وقوله: "رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة" البخت نوع من الإبل لها شبه السنامين، مائل كل واحد منهما إلى جانب، فهؤلاء النسوة يجعلن على رؤوسهن من الثياب أو غير الثياب ما يجعل الرأس كبيرة ومائلة، فهن يجعلن في الرؤوس أشياء تكبرها وتميلها، وليس هذا شرطا بل هذا إخبار عن الواقع، وإلا فنفس التعري وعدم التحجب كاف في الوعيد والتحذير والفساد، فإن وجود إبداء الزينة وإظهار المحاسن هو الطريق لإطلاق البصر والنظر إليها والافتتان بها، وهو سبب الفاحشة وظهور الفساد في الأرض.


وقوله عليه الصلاة والسلام: "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها" هذا وعيد عظيم وتحذير شديد من تعاطي النساء ما حرم الله عليهن من السفور وإبداء المحاسن وإظهار المفاتن، وهذا واجب عليهن تقوى الله في ذلك ومراقبته سبحانه، والحذر من أسباب غضبه، وذلك بالتحجب والتستر وعدم إبداء شيء من الزينة، فتكون ساترة وجهها، ساترة رأسها، ساترة جميع بدنها، لا تبدي من ذلك إلا ما تدعو الحاجة إليه لأن تعرف الطريق وتهتدي في الطريق كإظهار عين أو شيء من العينين على طريقة تقيها العثور في الطريق وتمكنها من الاهتداء في الطريق، ولكنها لا تسبب الفتن ولا تدعو إلى الفتنة. 


والله جل وعلا هو الرقيب على عباده، وهو العليم يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يعلم المرأة المؤمنة التي تخاف الله وتخشى عقابه وتريد أن تعرف حكم الله حتى تتبعه فهذه يرجى لها الخير، فإذا نبهت تنبهت وخافت من الله ووقفت عند حد الله تعالى، ويعلم سبحانه المرأة التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا تبالي بما حرم الله ولا تستحي من الله ولا من عباد الله، فهذه ربها لها بالمرصاد، وهو القادر جل وعلا على هدايتها وعلى إهلاكها، وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية، وقد يملي ويمهل ولكنه لا يغفل سبحانه، فعلى هذه المرأة أن تحذر مغبة عملها، وأن تحذر عقاب الله لها، وأن تبادر إلى التوبة والرجوع إلى الله، والحياء منه ومن الناس حتى لا تقع فيما يسبب هلاكها وعذابها في الدنيا والآخرة.


ونحن اليوم في زمان قد استحكمت فيه غربة الإسلام وكثر فيه أعداء الإسلام، وغلب فيه اتباع الهوى، وغلب على الناس أيضا تقليد الكفرة، تقليد الرجال والنساء جميعا، قد غلب على الناس التقليد لأعداء الله من الكفار رجالا ونساء في الملابس وغيرها، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "من تشبه بقوم فهو منهم" (صحيح الألباني)، فإذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد حذرنا من مشابهة أعداء الله فكيف نقتدي بنساء الكفار؟! وكيف نتشبه بنساء الكفار؟! والرسول حذرنا من ذلك عليه الصلاة والسلام، الواجب تقوى الله، والحذر من مشابهة أعدائه في كل شيء، وأن نكتفي بما شرع الله لنا وبما أباح الله لنا، ففي ذلك السلامة والغنيمة والعاقبة الحميدة، وطهارة القلب وزكاته، وسلامة المجتمع ونزاهته.


وأسأل الله تعالى أن يهدي رجالنا ونساءنا جميعًا إلى صراطه المستقيم، وأن يمنَّ على الجميع بالفقه في الدين والاستقامة عليه، وأسأله أيضًا أن يوفق ولاة الأمر بالأخذ على أيدي السفهاء، والمنع مما حرم الله عز وجل، ولا سيما ما يتعلق بالنساء، فإن خطرهن عظيم، وفسادهن كبير إذا أطلق لهن السراح ولم يؤخذ على أيديهن فيما يتعلق بالسفور وغيره. 


فالواجب على ولاة الأمور أن يهتموا بهذا الأمر العظيم، وأن يأخذوا على أيدي النساء في منعهن من السفور وإبراز محاسنهن، وإلزامهن بالتستر والتحجب حتى يسلم الجميع من غضب الله وعقابه، وحتى يؤدي الجميع ما أوجب الله عليهم من إنكار المنكر والإلزام بالحق، وأسأل الله تعالى أن يعين ولاة الأمر على ذلك، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يوفق الجميع لما فيه رضاه وصلاح المجتمع، إنه على كل شيء قدير. 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وإلى اللقاء في حديث آخر إن شاء الله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، سيد المصلحين وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله إلى يوم الدين.


[ دروس ومحاضرات للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ]

إرسال تعليق

1 تعليقات
* Por favor, não spam aqui. Todos os comentários são revisados ​​pelo administrador.